السعوديون الأكثر عاطفة للآخر.. وضد بعضهم!
في دراسة نشرت أخيراً قامت بها جامعتا شيكاغو وإدنديانا الأميركيتان عن قياس مستوى العاطفة وحب الخير للآخرين، شملت 63 بلداً في العالم وتعدت عينة الدراسة 100 ألف فرد عن طريق الاستطلاع أونلاين، ونقلت نتائجها صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، والتي أشارت إلى أن المرتبة الأولى حصلت عليها الإكوادور، والسعودية حلت في المرتبة الثانية، وأشارت الصحيفة في تعليقها على هذه النتيجة بالاستغراب، لحلول دول ومجتمعات تعيش الحروب والعنف في مراتب متقدمة على دول متطورة ومن دول العالم الأول كبريطانيا ذاتها.
السؤال المهم، هل من حقنا أن نفرح بهذه النتيجة الإيجابية لمجتمعنا، وهل هي بالفعل دراسة دقيقة وتعبّر عن العاطفة الجيّاشة فيه وقيم المساعدة والوقوف مع الآخر؟
بعض المعلقين على هذا الخبر وخصوصاً إعلامنا فرحوا به، مؤكدين أنه يعبّر عن أصالتنا وثقافتنا العربية والإسلامية.
الخير موجود في مجتمعنا كأي مجتمع إنساني لا خلاف على ذلك، ولكن أن نأتي في هذه المرتبة المتقدمة فهذا يطرح العديد من التساؤلات المشروعة لدقة الدراسة والنتائج التي خرجت بها عنا.
قضية أخرى تكشف بعض من زيفنا العاطفي ومساعدة الآخر المجتمعي، هي نظرتنا وتعاطينا مع قضايا المرأة في مجتمعنا، فهي تعاني بشكل واضح في عدد من القضايا، ومنها حق العمل والحرية المنضبطة كما الرجل، إلا أننا نجد أن هناك من يصورها بأنها منبع الشر، وأن من يدعو إلى مناصرتها لنيل حقوقها يتهم بالتغريب والليبرالية والعلمانية وغيرها من التهم الجاهزة، ومن يتابع ردود القرّاء في بعض صحفنا يفجع بثقافة الإقصاء الحقيقية في مجتمعنا، ففي هذا الأسبوع قرأنا تقريراً للأمم المتحدة عن تمكين المرأة في مشروع «الرؤية»، وفي المقابل نجد خبراً عن حكم يفصل بين زوج وزوجته يعيشان في محبة مع طفلهما، بداعي اختلاف النسب، وهي على العموم موجودة ونقرأ عنها من فترة إلى أخرى.
لن أتحدث عمّا تعانيه العمالة الوافدة في بعض مجتمعاتنا الخليجية من معاملة قاسية وتسخير يصل إلى حد العبودية، على رغم الأنظمة الرسمية التي تحمي تلك العمالة، إلا أن الواقع الفعلي يقول غير ذلك، والتقارير الدولية تشهد بذلك. نعم، هناك بعض العمالة الوافدة تجني الملايين في بلادنا، ولكن الخلل ليس فيها، بل نحن شركاء في استغلال هذه العمالة لمصالح البعض منا بطريقة غير نظامية. لنصبح عاطفيين وجميلين وراقين مع الآخر علينا أن نكون أكثر تعبيراً عن عاطفتنا في منازلنا، والتي تشهد الصمت العاطفي، ومع المختلف معنا في مجتمعنا حتى نحب ونحترم الآخر البعيد.
نقلا عن الحياة
لا يوجد تعليقات